قد تمضي الأيام وترحل وتحمل في طياتها أساطير سطرها الحزن..
قد تفارق من تحب وتجد أنه لا يهتم برحيلك..قد تعزف الألحان الشجية وترسم بين أوتارها رسمه تمزج بين خطوطها همومك ومعاناتك ...قد ترميك موجة الحياة في شاطئ الصعاب تنادي و تنادي لتيقظ رمالها ولكن لا يرتد صداك إليها...قد يخون بعضنا بعضا فيصبح الأمر في بساطته .. قد يهجر بعضنا بعضا وقلبنا كل ما ابتعدنا زاد حقدا.. قد نخطط صفحاتنا بأحلامنا وننقش على هوامشها خططنا ونكتب على عنوانها ابتسامتنا وسعادتنا و نتفاجئ بأن الحياة قد لونت تلك الصفحة البيضاء إلى لون أسود حاقد .. قد وقد يحدث كل شي ليس في حدود المعقول ونتفاجئ بأنه أمر بسيط بين الناس..فهذا قانون الحياة وهذا نظامها ..نظام لا يتغير وقانون يطبق..فقد نسكت في وجه الشدائد .. ولكن نجد أنفسنا قد غمرنا بها..فأصبحنا في متاهة لا يمكن الخروج منها..وفجـــــــــــــأة ..يصبح الحَزَن سهلا..والعُسر يسرا..والليل صبحا..
والحقد محبة..والحُزنُ سعدا..فلا ندري عندها كيف أنتهت المتاهات تلك..ونتساءل في داخلنا ..كيف حدث هذا ؟؟..فنقف من الدهش في صمود ونسأل تارة وتارة كيف حدث هذا كيف؟.....فجــــــأة يرد صدى صوتنا ويجيب ((إنه إنسان عظيم))قد حمل بين ثناياه الحب والوفاء والسلم والرخاء..فلا أنا ولا صداي ولا صوتي يعرف من هو فنتساءل أكثر ونندهش أكثر! ...لماذا جرت تلك العيون لماذا ساد هذا الصمت..؟؟... وفجـــــــأة ..... ظهر جواب السؤال....
إنه..إنه..((محمد صلى الله عليه وسلم))..قد راق البال وهدأ الحال بمجيئه لقد غمر حبه قلبي من أول ما سمعنا باسمه ..إنه رجل لكنه ليس برجل عادي..إنه رجل حمل بجعبته حب ووئام ..إنه قلب لا يعرف الحقد..إنه رجل تعجز الكلمات عن وصفه..إنه رجل جاء ليطوي فراش الحزن ويفرش فراش السعادة في عبودية الله تعالى..قد نشر الوئام في كل ضلع من ضلوعنا..
ولــــــــــــــــــــــــــــــــــــــكن.. يحدث دائما ما لا نتمناه من الحياة.. ونواجه الأمر بالواقع ..ونمسح دموع الحزن لتجري دموع الفرح..ولكن هذه اللحظات قد مرت سريعا كسرعة البرق.. فتلك اللحظات التي كنا نخاف من بطشها..فما وجدنا أنفسنا إلا عدنا إلى متاهتنا ..وحزننا,, ويحدث شي غريب وصوت مريب..فيدهشنا..ويقول: لقد مات محمد لقد مات الحبيب..فبدأت أهازيج الحياة ترن لنتأهب للفراق لكنه ليس بفراق سهل ولا يسير .. إنه فراق هزّ الكيان ..ومن أجله دمعت العينان..
لقد عاد الظلام .. ومحت هذه الحياة تلك الأحلام..وعدنا إلى ما كنا عليه من القمام..وعادت الحياة تتنفس هواء الزحام..
فياليتك تعود لترى ماذا حلّ بأمة كانت تعيش في أمن وسلام..عادت لماضيها تسقي نفسها بكأس الحزن والفتن..لقد صارت تشرب الكأس المعكّر ..
وتخون وتكذب.. وتقتل وتسلب......................
فهل من صدى يرجع تلك الأيــــــــــــــــام.؟؟؟